أم سلوان عضو شرف
عدد المساهمات : 797 الدولة : المهنة :
| موضوع: صلح الحديبية ( ذي القعدة ، سنة 6 هجرية ) الأربعاء يونيو 02, 2010 10:43 am | |
| :
في ذي القعدة من العام السادس الهجري خرج الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة في جمع من أصحابه يبلغ عددهم في ارجح الروايات ألف وأربعمائة من المسلمين المهاجرين والأنصار ومن لحق به من حلفائه العرب وأخذ معه عليه الصلاة والسلام سبعينة بهيمة من الهدي ، الأغنام والأضاحي وقيل في ذلك أن عدد المسلمين كان سبعمائة فقط ، أي كل عشر ة لهم هدي واحد ، وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم في المسيرة وقد أحرم مع أصحابه ليأمن الناس ويعلموا أن مقصده زيارة بيت الله الحرام . التقى عليه السلام برجل يسمى " بشر بن سفيان الكعبي " فقال له : يا رسول الله قد علمت قريش بخروجك وخرجت برجالها وابلها وهم في مكان قرب مكة ويتزعم فرسانهم خالد بن الوليد . فقال عليه السلام " يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب .
ثم طلب عليه الصلاة والسلام من رجل من المسلمين أن يدله على طريق غير طريق التي تقف فيها قريش . فسار الرجل في مقدمة المسلمين ، يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه إلى طريق آخر غير طريق قريش وكان طريقا وعرا أجهد المسلمين ، فلما رأى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من أصحابه أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ، ولما شاهدت قريش الغبار الذي يثره المسلمون قاصدين طريقا آخر عادوا إلى مكة مسرعين خوفا من دخول المسلمين من وموضع آخر ، والتقى الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه برجال من خزاعة وهي قبيلة عربية فلما سألوه عن الذي جاء به اخبرهم عليه الصلاة والسلام انه جاء لزيارة البيت . ولم يقصد الحرب والقتال . عاد القوم إلى مكة يقولون للكفار . يا معشر قريش !! إنكم استعجلتم في الحكم على محمد صلى الله عليه وسلم ، انه لم يأت للقتال وانما جاء زائرا هذا البيت .. فاقسموا ألا يدخل مكة عليهم أبدا .
طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يذهب إلى مكة ليبلغ أشرافها هدف مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة . فقال عمر رضي الله عنه " يا رسول الله إني أخاف قريش على نفسي ، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني ، يقصد أهله وقبيلته وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها " وأشار عمر أن يبعث الرسول عثمان بدلا منه قائلا " انه رجل أعز مني . وكان اختيار عمر صحيحا . لأنه يعرف مكانة عثمان لديهم . وقوة أبناء عمومته في قريش تجعلهم لا يفكرون في قتله .
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأي صاحبه وخرج عثمان قاصدا مكة ليفاوض أهلها على السماح بدخول المسلمين بقصد الطواف بالبيت العتيق . ولما وصل عثمان إلى مشارف أم القرى ، لقيه رجل من أهله هو أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وجعله في حمايته حتى وصل إلى زعيمهم أبي سفيان وحوله أشراف قريش ، بلغهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأجابوه إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ..! . فقال لن افعل حتى يطوف معي رسول الله . فاحتجزه الكفار في مكة . وبلغ المسلمين انهم قتلوه ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال حتى الموت . وسميت بيعة الرضوان لأنها كانت تحت الشجرة ونزلت فيها الآيات التالية ( سورة الفتح 18/19 ثم جاءت أخبار عثمان من مكة بأنه لم يقتل ، وخبر مقتله غير صحيح . وبعث الكفار رجلا منهم وهو سهيل بن عمرو العامري . إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفاوضه في الصلح وكان شرطهم الأول أن لا يدخل الرسول مكة هذا العام . وتفاوض سهيل مع الرسول طويلا ثم جرى بينهما الصلح ولما سمع عمر شروط الصلح وقف غاضبا يقول : يا رسول الله الست برسول الله . قال عليه الصلاة والسلام : بلى .. قال عمر متسائلا أو ليسوا بالمشركين ؟ قال : بلى .. فأجاب عمر : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره ولن يضيعني ..
ثم دعا رسول الله علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح بين المسلمين وقريش ، فقال عليه السلام : اكتب يا علي : بسم الله الرحمن الرحيم .. فقال سهيل بن عمرو : لا أعرف هذا اكتب باسمك اللهم …. فكتبها علي رضي الله عنه …ثم اكمل الرسول يملي عليا .. (( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو )) . فقال سهيل لو شهدت انك رسول الله لم أقاتلك .. ولكن اكتب اسمك واسم ابيك . فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..: اكتب يا علي (( هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو )) . وأملاه شروط الصلح كما يلي : أن تضع الحرب أوزارها بين الفريقين لمدة عشر سنوات . أن يرد الرسول من يأتيه من قريش مسلما بدون إذن وليه ..
لا تلتزم قريش برد من يأتي إليها من عند محمد . من أحب الدخول في عقد قريش وعهدها فله ذلك .. ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه ..
أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العام من غير عمرة ، على أن يأتي في العام التالي فيدخل مكة مع أصحابه بعد أن تخرج منها قريش ويقيم فيها ثلاثة أيام وليس معهم من السلاح إلا السيوف ..
أحس المسلمون بخيبة أمل ورأوا أن الصلح فيه تساهل كبير من ناحيتهم وتشددا من قريش ولذلك عندما أمرهم الرسول أن ينحروا ثم يحلقوا لم يقم منهم أحد ، رغم أنه كرر ذلك ثلاث مرات . حزن الرسول صلى الله عليه وسلم ودخل على زوجته " أم سلمة " أم المؤمنين وذكر لها ما لقيه من المسلمين فقالت : يا نبي الله أتحب أن يطيعوك فيما أردت ؟ إذن فاخرج ولا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنتك ، وتدعوا حالقك فيحلق شعرك . ففعل عليه الصلاة والسلام بمشورة أم المؤمنين . فلما رأى المسلمون ذلك قاموا جميعا ونحروا وصار بعضهم يحلق للآخر . وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حكيما ، في عقده صلح الحديبية ، فقد أمن شر قريش لمدة عشر سنوات قادمة ، جعلته يتهيأ لنشر الدعوة خارج قريش ، وفي جميع أرجاء الجزيرة العربية . وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في موكب صحابي جليل ، فيه رضى بما قسم الله لهم . وفي طريق العودة نزلت سورة الفتح التي بشرت الرسول بفتح قريب ، قال تعالى (( سورة الفتح 1،2،3 . فاستبشر الصحابة بهذه البشرى العظيمة ، وسكنت قلوب المسلمين وراحوا يستغفرون الله ، وكان عمر بن الخطاب يقول : (( مازلت أتصدق وأصوم واصلي واعتق في الذي صنعت يومئذ ( يقصد يوم الصلح ) مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت أن يكون خيرا )) . |
|
mr mohamed zakaria المدير العام ADMIN
عدد المساهمات : 10377 الدولة : المهنة :
| موضوع: رد: صلح الحديبية ( ذي القعدة ، سنة 6 هجرية ) الأربعاء يونيو 02, 2010 5:03 pm | |
| توقيع : mr mohamed zakaria |
|
|
|