أم سلوان عضو شرف
عدد المساهمات : 797 الدولة : المهنة :
| موضوع: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء الأربعاء مايو 26, 2010 3:49 am | |
|
أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء
د .عائض القرني
كان سعد بن أبي وقاص يدرك هذه الحقيقة , وهو أحد
العشرة المبشرين بالجنة , وقد دعا له الرسول صلى الله
عليه وسلم بسداد الرمي وإجابة الدعوة , فكان إذا دعا
أجيبت دعوته كفلق الصبح .
ارسل عمر - رضي الله عنه - أناسا من الصخابة يسألون
عن عدل سعد في الكوفة , فأثنى الناس عليه خيرا , ولما
أتوا في المسجد حي لبني عبس , قام رجل فقال : اما سألتموني
عن سعد ؟ فإنه لا يعدل في القضية , ولا يحكم بالسوية , ولا
يمشي مع الرعية , فقال سعد : اللهم إن كان قام هذا رياء وسمعة
فأعم بصره , وأطل عمره وعرضه للفتن , فطال عمر هذا الرجل
وسقط حاجباه على عينيه , وأخذ يتعرض للجواري ويغمزهن في
شوارع الكوفة , ويقول : شيخ مفتون , أصابتني دعوة سعد .
إنه الاتصال بالله عز وجل و وصدق النية معه , والوثوق بموعده
تبارك الله رب العالمين .
وفي " سير أعلام النبلاء " : عن سعد أيضا : أن رجل قام يسب
عليا - رضي الله عنه - , فدافع سعد عن علي , واستمر الرجل في
السب والشتم , فقال سعد : اللهم اكفنيه بما شئت . فانطلق بعير من
الكوفة فأقبل مسرعا , لا يلوي على شيء , وأخذ يدخل من بين
الناس حتى وصل إلى الرجل , ثم داسه بخفيه , حتى قتله أمام
مشهد ومرأى من الناس .
{ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } .
وإنني أعرض لك هذه القصص لتزداد إيمانا ووثوقا بموعد ربك
فتدعوه وتناجيه , وتعلم أن اللطف لطفه سبحانه , وأنه قد أمرك
في محكم التنزيل فقال :
{ ادعوني أستجب لكم } .
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } .
لقد استدعى الحجاج الحسن البصري ليبطش به , وذهب الحسن
وما في ذهنه إلا عناية الله ولطف الله , والوثوق بوعد الله , فأخذ
يدعو ربه , ويهتف بأسمائه الحسنى , وصفاته العلى , فيحول الله
قلب الحجاج , ويقذف في قلبه الرعب , فما وصل الحسن إلا
وقد تهيأ الحجاج لاستقباله , وقام إلى الباب , واستقبل الحسن
وأجلسه معه على السرير , وأخذ يطيب لحيته , ويترفق به
ويلين به في الخطاب !! فما هو إلا تسخير من رب العزة
والجلال .
إن لطف الله يسري في العالم , في عالم الإنسان , في عالم
الحيوان , في البر والبحر , في الليل والنهار , في المتحرك
والساكن
{ وإن من شيء إلا يسبح بحمده , ولكن لا تفقهون تسبيحهم
إنه كان حليما غفورا } .
صح : أن سليمان عليه السلام قد أوتي منطق الطير , خرج
يستسقي بالناس , وفي طريقه من بيته إلى المصلى رأى نملة
قد رفعت رجليها تدعو رب العزة , وتدعو الإله الذي يعطي ويمنح
ويلطف ويغيث , فقال سليمان : أيها الناس , عودوا فقد كفيتم بدعاء
غيركم , فأخذ الغيث ينهمر بدعاء تلك النملة , النملة التي فهم كلامها
سليمان عليه السلام , وهو يزحف بجيشه الجرار , فتعظ أخواتها
في عالم النمل :
{ قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان
وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها } .
في كثير من الأحيان يأتي لطف الباري سبحانه وتعالى بسبب
هذه العجماوات .
وقد ذكر أبو يعلى في أثر قدسي ان الله يقول :
[ وعزتي وجلالي لولا شيوخ ركع , وأطفال رضع , وبهائم
رتع , لمنعت عنكم قطر السماء ] . |
|
mr mohamed zakaria المدير العام ADMIN
عدد المساهمات : 10377 الدولة : المهنة :
| موضوع: رد: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء الأربعاء مايو 26, 2010 5:39 pm | |
| توقيع : mr mohamed zakaria |
|
|
|