العاهة المستديمة
المادة ٢٤٠ عقوبات ، اتكلمت عن جناية الضرب المفضي الى عاهة مستديمة ، ووصفت العاهة بانها عاهة مستديمة ، يستحيل برؤها.
استاذ محامي ، طعن على حكم الجنايات لانه ذكر ان المتهم احدث بالمجني عليه عاهة مستديمة ، ولم يردف ذلك بجملة يستحيل برؤها.
المهم محكمة النقض رفضت هذا السبب للطعن ، وقالت ان استحالة البرء لا تضيف معنى جديدا على صفة الاستدامة في العاهة ، ومن ثم فان الحكم لا يكون معيبا لو ذكر عبارة عاهة مستديمة غير متبوعة بجملة يستحيل برؤها.
...
حكم النقض ده قديم سنة ١٩٣٥ ، بس عجبتني دماغ المحامي ده ، بحب هذه التركّات في الشغل
وبالمناسبة دي ... حابب اعرض لنقطتين في غاية الاهمية :-
النقطة الاولى
معلوم ان المقصود من عبارة " عاهة مستديمة " ينصرف الى فقد منفعة العضو كليا او جزئيا ، طيب ما حكم العاهة العقلية وليس الجسدية ؟
بمعنى لو اديت لحد مادة معينة مثلا اصابت عقله بعاهة في التفكير مثلا ، فهل ينطبق عليها وصف العاهة المستديمة ؟
الفقه اختلف في المسالة دي ، فيه رأي نادي باعتبارها كذلك ( الدكتور عوض محمد ) ورأي تاني ( دكتور رمسيس بهنام ) رغم تسليمه بصحة الرأي الاول لانه الاقرب للعدالة ، لكن قال ان عبارات نص المادة صريحة انها لا تشمل الا العاهة الجسدية فقط ، ولا عقوبة الا بنص ، وبالتالي يلزم تعديل المادة.
النقطة الثانية
ديما تلاقي عامة الناس تقولك لازم العاهة تكون بنسبة معينة حتى تصبح جناية ، فما مدى صحة ذلك ؟
الكلام ده في المجال الجنائي غير صحيح على اطلاقه ، لان اي نقص في منفعة العضو يتحقق به معنى العاهة.
لكن اهمية تقدير نسبة العجز ده بيكون في حالة تقدير مبلغ التعويض ، يعني شخص فقد اصبعه مثلا يستحق مبلغ تعويض اقل من شخص فقد ذراعه بالكامل .. وهكذا.
طيب هل كسر الاسنان يمثل جناية عاهة مستديمة ؟
الفقه هنا اختلف ، رأي مرجوح قال لا تمثل عاهة ، لان الاسنان الصناعية ستقوم بذات الغرض ، وبذلك فكسر الاسنان لا يقلل من منفعة الفم ، لكن الرأي الراجح فقها ، ان الاسنان الصناعية مستحيل ان ترقى الى درجة الاسنان الطبيعية ، وبالتالي فكسر السن الطبيعية يمثل جناية عاهة مستديمة.
توقيع : mr mohamed zakaria |
|