كنت قد كتبت من قبل موضوعا بعنوان لكى تكون محاميا فذا وتبعته بموضوع لكى تكون قاضيا فى الجنة فبادرتنى المحامية السورية الشهيرة الشيماء متسألة هذا بالنسبة للقاضى فما يلزم لكى يكون المحامى فى الجنة ووعدتها فى حينه بالكتابة فى هذا الموضوع وها قد من الله على بذلك وبدأ قلمى يخط كلماته ليكون هذا الموضوع نقول وبالله التوفيق أيها المحامى فلتعلم إن الله قد فضل الإنسان على غيره من سائر المخلوقات بنعمة العقل ونعمة العقل تجعله قادرا على أن يميز الخبيث من الطيب والخطأ من الصواب فالحلال بين والحرام بين وكل ما عليك لكى تكون محاميا فى الجنة :ـ
• أن تجعل الله نصب عينيك فى كل ما يعرض عليك من إمور ولا تجعل الشيطان يزين لك ماتسول لك به نفسك من قبول أمر مخالف لإمر الله لأنه سيجنى عليك كثيراً من المال أو مزيداً من شهرة فكل هذا زائل ولايبقى إلا العمل الصالح فلن ينفع المال ولن تفيد الشهرة عندما يحين وقت الحساب فكن على نفسك رقيبا قبل أن تشهد كل اعضائك عليك وإعلم أن الرزق الحلال الذى قسمه الله لك فيه الخير والبركة وسينبت بنيك النبت الصالح وهذا هو أطيب الثمر .
*لا تقبل اى دعوى قبل أن تحققها فإن رأيت الحق بجانب صاحبها فاقبلها وجاهد فى سبيل الوصول به إلى إقتضاء حقه وكن دائما فى صف المظلوم ولا تعاضد الظالم أو تساعده فسيجنى هو ثمار ظلمك وستجنى أنت الأثام والذنوب .
*قل الحق ولوكان مراًولا تكذب واستخدم علمك كما ينبغى أن يكون للبناء لا الهدم و لا تعمل على الإضرار بالناس أو الوقيعة بينهم من أجل عرض زائل ولا تحرم الفقير من حقه فى علمك فقف بجانب المحتاج حتى ولو لم يملك ما يعطيه لك فللعلم زكاة مثل المال .
*لا تغالى فى اتعابك وقدرها وفق الاستطاعة ووفق ماتقوم به من مجهود ولا تجعل المال هو أساسك فى العمل وعامل الناس بالرفق واللين فلا تقسو عليهم وأزرع الطمأنينة فى قلوبهم ودائما ذكرهم بأن الحكم يرجع لله وما على المرء إلا أن يتجه إلى الله الذى لايظلم أحداً .
• إتبع طريق السلم والمودة فى الاصلاح بين المتخاصمين قبل الخصومة وإبعد عن أن تكون داعى شر وإذا سارت الدعوى ووجدت فى الطريق ثمة فرصة للاصلاح بين الاطراف فلا تتركها وإستثمرها وقرب بينهم وسيكافئك الله من عنده وستشعر أنت مع ذلك براحة نفس وهدوء ضمير سيطول حياتك الشخصية ويجعلها ناعمة هادئة مباركة فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره .
• حافظ دائما على وضع خط فاصل بين كونك وكيل خصومة وبين الانغماس فى الخصومة الى حد جعلها شخصيه لأنك إن وصلت لهذا الأمر فإنك حتما سوف تصل لمرحلة العناد والكبر ومحاولة القصاص لنفسك وما يجرك هذا الى سلوك كل السبل وصولاً الى كسب الدعوى ولوكان ذلك على حساب الحق أو بإستعمالك لكافة الطرق سواء كانت شرعية ام غير ذلك وما اقسى هذا السلوك وأقبحه لدى النفس التى تعلم ان الحق هو الأولى والأجدر من القصاص للنفس أومن أى مجد دنيوى حتما سيفنى هو وصاحبه.
• الحق نسبى وليس مطلقا وبالاخص فى إن كان فى إمور الدنيا وبعيدا عن الثوابت الربانيه الإيمانية والعقائدية لكن هذا الأمر لايعطيك الحق فى قبول كل مايعرض عليك إرتكانا لهذه القاعدة ولكن عليك تحرى الدقة والتثبت والتماس بشائر الحق فإن رأيت الحق أقرب فتوكل على الله وأقبل الدفاع وإن شعرت إن الحق أبعد فابعد أنت ايضا .
• تعفف عن المال الحرام فإن نجحت فى ذلك سيرزقك الله إياه حلالاً طيباً فرزقك وأجلك أمران قدرهما خالقك من قبل أن ترى الدنيا .
• إخلص النية لله وأطلب منه أن يعينك على حمل الأمانة لأنها ولاشك ثقيله فإن أحسنت صونها والعمل عليها بحق ربحت راحة النفس والضمير ومن قبل رضا المولى عز وجل الذى لا تخفى عليه خافيه .
بقلم / محمد راضى مسعود
رئيس رابطة المحافظة على قيم وتقاليد المحاماه
توقيع : mr mohamed zakaria |
|