عند الرغبة في الحصول على صور طابعة للأسنان أو على طبعة الأسنان يطلب من المريض العض على مادة من المواد التي تستعمل في صب القوالب حيث يتم صنع نسخ عدة من تلك الطبعة. ويمكن بالطريقة ذاتها أن توفر العلامات الناتجة عن عض الأسنان لشىء ما أدلة مهمة في قضية جريمة القتل. ولقد كانت المرة الأولى التي سمح فيها بتقديم أدلة من هذا النوع في المحاكم القانونية قد حصلت في سنة 1906 عن إدانة سارقين إنجليزيين.
وكان أحد السارقين الإنجليزيين قد قضم قطعة من الجبنة في المكان الذي حصلت فيه السرقة بحيث طابقت علامة العض أو القضم غلى بقية القطعة المذكور المذكورة الأسنان الأمامية لذلك السارق. ولقد حصلت حالة مشابهة في إنجلترا في سنة 1984 عندما تمت محاكمة آرثر هاتشنسون لارتكابه ثلاث جرائم قتل وجريمة اغتصاب سرقة. وكانت الكمية من الأدلة في هذه القضية تشمل بقع دم من فئة نادرة وبصمة حذاء القاتل وبصمة راحة يده على زجاجة شمبانيا- وأخيراً مجموعتين من علامات العض التي تركها على قطعة جبنة في الثلاجة في مكان الجريمة.
لكن علامات العض على اللحم الجسدي تمثل مشكلة. ففي حال عدم نفاذ الأسنان إلى عمق اللحم فإن الكدمة الناتجة عن العض والكامنة تحت البشرة تستغرق حوالي 4 ساعات لكي تبرز في الجسد الحي وتبقى مئية وواضحة وصولاً إلى مدة 36 ساعة. ويمكن للضوء ما فوق البنفسجي أن يكشف وجود علامات عض حتى بعد أشهر على حصولها. وقد يستغرق ظهور الكدمات عند الضحية الميت ما بين 12 و24 ساعة. وتكون الأدلة الوحيدة الدائمة عادة في قضايا من هذا النوع هي صور فوتوغرافية للإصابة ذاتها رغم أنه من الممكن صنع نسخة مباشرة عن علامة العض بواسطة مادة مطاط السليكون إذا كانت العضة عميقة بما فيه الكفاية. وعندها قد يكون من الضروري أخذ عينات مسح من موقع الإصابة قبل التمكن من صنع النسخة المذكورأو يتم فحص النسيج من قبل الطبيب الشرعي خاصة أنه غالباً ما يتم جمع القليل من اللعاب المترسب في مكان العض وذلك لتحديد فئة الدم أو تحليل الحامض النووي DNA.
لقد كان على الخبراء علم الأسنان القيام بجهد شاق لإقناع هيئة المحلفين في المحاكم بأنه يمكن للصورة الفوتوغرافية للأسنان أن تثبت التماثل مع مزايا أسنان الشخص المتهم. وهناك قضيتان حصلتا في بريطانيا في منتصف القرن العشرين وساعدتا في تثبيت المبدأ المتعلق المتهم باعتبار الأسنان أدلة جنائية ممكنة وكان الطبيب الشرعي الدكتور كيث سيمبسون مرتبطاً بهاتين القضيتين. وفي إحدى هاتين القضيتين كان قد تم العثور على جثة السيدة ماغريت غورينج التي تعرضت لاعتداء عنيف خلف قاعة للرقص في يوم رأس السنة سنة 1948. وكانت هناك على تلك الجثة علامة غض واضحة تشير إلى أنها تمت بواسطة سنين من الأسنان العليا والأسنان الأربعة الأمامية السفلى وذلك في ثديها الأيمن. ولقد تم فوراً الاشتباه بزوجها في هذا الموضوع وتولى الطبيب الشرعي سيمبسون نفسه بصنع نسخة نموذجية عن أسنانه. ولقد كتب سيمبسون يقول في هذا الإطار ما يلي: "من حسن حظ أن أسنان المشتبه به كانت متفرقة عن بعضها ومزوية وشكلها غريب لافت للنظر بحيث كان بالإمكان إجراء العديد من المقارنات المباشرة وبحيث كان هناك تطابق كلي في كل نقطة هذه الملامح غير المنتظمة في الأسنان الحقيقية للمشتبه به وعلامة العض في جثة زوجته".
يجب على الخبير بعلم الأسنان أولاً بأن علامات العض ناتجة عن عض بشري والفروقات بين علامات العض البشري وعلامات العض الحيوانية هي كالتاليك
علامات العض البشرية: تكون هذه عادة على شكل U أما علامات الناتجة عن النياب فلا تكون بارزة وتكون الفجوات الناتجة عن العض البشري أكثر عرضاً وأقل حدة من حيث المظهر مما يحصل في علامات عض الحيوانات التالية:
علامة عض الكلب: قوس ضيق مائل إلى شكللا المربعن وعلامات بارزة وثاقبة للنياب.
علامة عض القطة: قوس صغير مستدير وعلامات ثاقبة للنياب.
كذلك توجد بشكل عام علامات خدش مرافقة للعض الحيواني وناتجة عن مخالب الحيوانات.
علامات عض القوارض (الجرذ مثلاً) عضات صغيرة الحجم مرفقة بحزوز طويلة ناتجة عن الأسنان القواطع. ويتم أيضاً في حالات الاعتداء غير الجنسية استعمال الأسنان كسلاح حيث يكون العض قوياً وسريعاً ولا يوجد أي مص للحم الجسد ويغيب الاحمرار العام الناتج عن تمزق الأوعية الدموية الصغيرة. وفي بعض الأحيان يمكن أن يحص بتر أحد الأصابع أو رأس الأنف أو رأس اللسان أو الأذن الخاجية بواسطة العض.
أما الاعتداء ****** فيمزج بين العض السريع والمص البطىء الذي يعرف شعبياً بعضة الحب Love Bite وهنا تستعمل الأسنان للإمساك باللحم خلال المص مما ينتج عنه الإحمرار المميز إما على شكل رقعة رئيسية أو دائرة سطحية وغالباً ليس هناك علامات للأسنان.