الدولة الإسلامية في مصر

كانت مصر تابعة للدولة البيزنطية التي كانت عاصمتها القسطنطينية ( استنبول حاليا ) وكان المصريون يطلقون عليهم الروم ( وهم غير الرومان حكام روما ).
كان المصريون يعانون من حكم الروم حيث كانوا يفرضون عليهم ضرائب كثيرة ويضطهدون المذهب الديني الذي يعتنقه الأقباط في مصر.
قاد عمرو بن العاص جيوش المسلمين لفتح مصر وسار من الشام حتى دخل العريش ومنها إلي الفاراما (قرب بورسعيد ) حيث فتحها عام 640 ميلادية ثم تقدم حتى بلغ بلبيس وفتحها ومنها إلي عين شمس حيث انتصر علي الروم في حصن بابليون في مصر القديمة، فحاصره عمرو بن العاص إلي أن استسلم الروم بعد 6 شهور. بعد ذلك تقدم عمرو بن العاص إلي الإسكندرية التي كانت عاصمة الدولة البيزنطية في مصر وفتحها ورحل الروم وبدأ حكم الدولة الإسلامية في مصر. بني عمرو بن العاص عاصمة جديدة لمصر اسماها الفسطاط وذلك بجوار حصن بابليون وهكذا انتقلت العاصمة من الإسكندرية. كما بني عمرو بن العاص أول مسجد في مصر وهو المسجد المعروف بجامع عمرو بن العاص في حي مصر القديمة بالقاهرة.


صلاح الدين والصليبين


بدأت الحروب الصليبية في عام 1096 واستمرت مائتي عام.
طلع المسيحيين إلي إنشاء دولة لهم حول بيت المقدس وتمكنوا من تحقيق ذلك عند استيلائهم علي المدينة المقدسة في أول حرب صليبية يشنونها في عام 1099 وفي عام 1168 هاجم الصليبيون في مصر أرسل سلكان سوريا قائدة الكردي شيركوه إلي مصر للمساعدة في إخراج المسيحيين منها. وعين شركوه في منصب وزيرا أو رئيس للوزراء لدي الحاكم الفاطمي ولكن المنية لم تمهلة.
وعلي كل فقد خلفة ابن اخيه في منصب الوزير واسم هذا الرجل هو صلاح الدين الأيوبي. ومن الجدير بالذكر أن صلاح الدين الأيوبي كان محاربا وسلطانا لمصر وبطلا في معارك الإسلام ضد الصليبين. وطد الحكم في مصر لأسرة الأيوبيين. كما عاد بناء مدينة القاهرة وشيد القلعة التي تشرف علي المدينة منذ القرن الثاني عشر. مات صلاح الدين في عام 1193 وطوال السنوات العشرين التالية دارت حروب كثيرة ضد الصليبين وبعد فشل الحرب الصليبية السابعة تركت مصر وشأنها فقد انتهي دورها في الحروب الصليبية. فقد أعاد الأيوبيون المذهب السني القويم في العقيدة الإسلامية إلى البلاد وجعلوا مصر مركزا للتعليم الإسلامي والثقافة مرة أخرى. كما جلبوا المماليك إلى البلاد بأعداد كبيرة.



المماليك

مماليك بمعني مملوكين استقدموا لأول مرة إلي مصر في عهد صلاح الدين وعمة.وبعد استيرادهم من خارج نطاق بلاد المسلمين في أوربا واسيا ويتلقون تعليما أساسيا ويعتنقون الدين الإسلامي ويدربون علي الجندية. وعلاقة المملوك بسيدة نموذج غير مألوف في عالم الرقيق ، إذ كانت اقرب إلي صله الأرحام منها إلي العبودية. إنتهت الأسرة الأيوبية باغتيال أخر خلفائها علي أيدي فصائل المماليك ثم انتخبوا واحدا منهم ليكون حاكما جديدا هو ايبك كبير المماليك الذي بدأ عهد الحكم المملوكي في مصر من 1250 حتى 1517.وكانت هناك أسرتان حاكمتان من المماليك : أسرة المماليك البحرية التي حكمت مصر حتى عام 1382 وأسرة المماليك الشراكسة. وتكونت منهم الطبقة الحاكمة في مصر، ولهم وحدهم الحقوق السياسية. >فما كان الفلاحون في نظرهم إلا مجرد منتجين للطعام والمواد الأخرى. وأصبحت مصرفي عهد المماليك البحرية قوة عظمى في العالم الإسلامي. ولكن في عهد المماليك الشراكسة تراجع مصير مصر حتى ضعفت البلاد من كثرة المنازعات وانتهي الأمر بفتح الأتراك العثمانيين لمصر.


مصر تحت حكم الدولة العثمانية

في مصر حل العثمانيون محل المماليك وفي ظل النظام القديم كانت جميع الأراضي ملكا للتاج يستأجرها الفلاحون ويدفعون عنها الضرائب. وتدفع الضرائب سلعا عينية - أي من المحاصيل.أما في ظل هذا النظام فقد منح جزء كبير من الأرض للجنود وكبار رجال الدين. حاول العثمانيون تخفيض وطأة الضرائب عن الفلاحين. وقاموا بتحسين نظم الري واستصلحوا المزيد من الأرض للزراعة. وأسندو عملية جمع الضرائب إلي جامعي الضرائب من الفلاحين الذين دأبوا علي دفع جزء معين منها إلي نائب السلطان العثماني، والاحتفاظ بالباقي لأنفسهم. وفي ظل طبقة ملاك الأراضي الجديدة يتحتم علي الفلاحين أن يدفعوا المزيد ثم المزيد من الضرائب. وأوكلوا الإدارة إلي الموظفين المختصين في كل قرية ليكونوا مسئولين عن تدبير شئون الفلاحين. وهذا ما جعل الفلاحين اشد عزلة عن الطبقة الحاكمة والمدن.



نابليون وأوربا

غزا الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت مصر وفتحوها عام 1798 فقد قدموا من البحر علي شاطئ وواجهوا جيش المماليك في معركة الأهرامات وهزموهم شر هزيمة.وبعد تدمير قوة المماليك التمس نابليون التعاون مع القادة المصريين الوطنيين.وحاول إقناع أولئك القادة بأنة صديق للمسلمين وان هدفه من دخول مصر هو تحرير الشعب من ظلم المماليك وليس للقضاء علي الإسلام.وفضلا عن التغيرات الحكومية التي حدثت أسس نابليون والفرنسيون "المعهد الفرنسي " ليكون مكانا يعمل علي تنمية العلم والاقتصاد والفنون والأدب والأنظمة الأخرى.وعمل العلماء والمهندسين الفرنسيين كذلك علي تعبيد الطرق وبناء المصانع وتشييد الترسانات.وعملت الحكومة العثمانية علي مناوأة نابليون وقام البريطانيون بقيادة اللورد نيلسون بتدمير السفن الفرنسية فقطعوا بذلك الطريق بين الفرنسيين وبلادهم فرنسا.وثارت حركات التمرد العارمة وخاصة في القاهرة في عام 1798.وعلي أي حال، اضطر الفرنسيون إلي مغادرة مصر تحت وطأة الهجمات العثمانية ومساعدة الإنجليز لهم. وتولي العثمانيون السلطة مرة أخرى ولكن مصر لم تعد كما كانت من قبل.